بهشت ارغوان | حضرت فاطمه زهرا سلام الله علیها

بهشت ارغوان | حضرت فاطمه زهرا سلام الله علیها

ختم صلوات

ختم صلوات به نیت سلامتی و تعجیل در ظهور امام زمان (عج الله تعالی فرجه الشریف)

طبقه بندی موضوعی

روى العلاّمة الطبرسی فی کتابه الاحتجاج بسنده عن عبد الله بن الحسن [ هو عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علی بن طالب ( علیه السلام ) ] باسناده عن آبائه ( علیهم السلام ) : انه لما أجمع [ أی أحکم النیة و العزیمة ] أبو بکر و عمر على منع فاطمة ( علیها السلام ) فدکا ، و بلغها ذلک لاثت [ أی لفته ] خمارها [ الخِمار : المقنعة ، سمیت بذلک لان الرأس یخمر بها أی یغطى ] على رأسها ، و اشتملت [ الاشتمال الشیء جعله شاملا و محیطا لنفسه ]، بجلبابها [ الجلباب : الرداء والازار ] ، و اقبلت فی لمة ، [ أی جماعة و فی بعض النسخ فی لمیمة بصیغة التصغیر أی فی جماعة قلیلة ] من حفدتها [ الحَفَدَة : الاعوان و الخدم ] و نساء قومها ، تطأ ذیولها [ أی ان اثوابها کانت طویلة ، تستر قدمیها ، فکانت تطأها عند المشی ] ، ما تخرم مشیتها مشیة رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) ، [ الخُرم : البرک ، النقص ، و العدول ]، حتى دخلت على أبی بکر ، و هو فی حشد [ أی جماعة ] من المهاجرین و الانصار و غیرهم ، فنیطت [ أی علقت ] دونها ملاء‌ة [ الملاء‌ة الازار ] ، فجلست ثم أنت انة اجهش [ اجهش القوم : تهیئوا ] القوم لها بالبکاء ، فارتج المجلس ، ثم امهلت هنیئة حتى اذا سکن نشیج القوم ، و هدأت فورتهم ، افتتحت الکلام بحمد الله و الثناء علیه و الصلاة على رسوله ، فعاد القوم فی بکائهم ، فلما امسکوا عادت فی کلامها ، فقالت ( علیها السلام ) :

( الحمد لله على ما انعم ، و له الشکر على ما الهم ، و الثناء بما قدم ، من عموم نعم ابتداها ، و سبوغ آلاء أسداها ، و تمام منن اولاها ، جم عن الاحصاء عددها ، و نأى عن الجزاء امدها ، و تفاوت عن الادراک ابدها ، و ندبهم لاستزادتها بالشکر لاتصالها ، و استحمد إلى الخلائق باجزالها ، و ثنى بالندب إلى امثالها ، و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شریک له ، کلمة جعل الاخلاص بأولها ، و ضمن القلوب موصلها ، و أنار فی التفکر معقولها ، الممتنع من الابصار رؤیته ، و من الالسن صفته ، و من الاوهام کیفیته ، ابتدع الاشیاء لا من شیء کان قبلها ، و انشأها بلا احتذاء امثلة امتثلها کونها بقدرته ، و ذرأها بمشیته ، من غیر حاجة منه إلى تکوینها ، و لا فائدة له فی تصویرها ، الا تثبیتا لحکمته ، و تنبیها على طاعته ، و اظهارا لقدرته ، تعبدا لبریته ، اعزازا لدعوته ، ثم جعل الثواب على طاعته ، و وضع العقاب على معصیته ، زیادة لعباده من نقمته ، و حیاشة [ حاش الابل : جمعها وساقها ] لهم إلى جنته ، و اشهد ان أبی محمدا عبده و رسوله ، اختاره قبل ان ارسله ، و سماه قبل ان اجتباه ، و اصطفاه قبل ان ابتعثه ، اذ الخلائق بالغیب مکنونة ، و بستر الاهاویل مصونة ، و بنهایة العدم مقرونة ، علما من الله تعالى بما یلی الامور ، و احاطة بحوادث الدهور ، و معرفة بموقع الامور ، ابتعثه الله اتماما لامره ، و عزیمة على امضاء حکمه ، و انفاذا لمقادیر حتمه ، فرأى الامم فرقا فی ادیانها ، عکفا على نیرانها ، عابدة لاوثانها ، منکرة لله مع عرفانها ، فأنار الله بأبی محمد ( صلى الله علیه وآله ) ظلمها ، و کشف عن القلوب بهمها [ أی مبهماتها ، و هی المشکلات من الامور ] ، و جلى عن الابصار غممها [ الغمم : جمع غمة وهی : المبهم الملتبس و فی بعض النسخ ( عماها ) ] ، و قام فی الناس بالهدایة ، فانقذهم من الغوایة ، و بصرهم من العمایة ، و هداهم إلى الدین القویم ، و دعاهم إلى الطریق المستقیم .

ثمّ قبضه الله الیه قبض رأفة و اختیار ، و رغبة و ایثار ، فمحمد ( صلى الله علیه وآله ) من تعب هذه الدار فی راحة ، قد حف بالملائکة الابرار ، و رضوان الرب الغفار ، و مجاورة الملک الجبار ، صلى الله على أبی نبیه ، و أمینه ، و خیرته من الخلق و صفیه ، و السلام علیه و رحمة الله وبرکاته ) .

ثمّ التفتت إلى أهل المجلس ، و قالت : ( انتم عباد الله بصب امره و نهیه ، وحملة دینه و وحیه ، وامناء الله على انفسکم ، و بلغائه إلى الامم ، زعیم حق له فیکم ، و عهد قدمه الیکم ، و بقیة استخلفها علیکم : کتاب الله الناطق ، و القرآن الصادق ، و النور الساطع ، و الضیاء اللامع ، بینة بصائره ، منکشفة سرائره ، منجلیة ظواهره ، مغتبطة به اشیاعه ، قائدا إلى الرضوان اتباعه ، مؤد النجاة استماعه ، به تنال حجج الله المنورة ، و عزائمه المفسرة ، و محارمه المحذرة ، و بیناته الجالیة ، و براهینه الکافیة ، و فضائله المندوبة ، و رخصه الموهوبة ، و شرائعه المکتوبة .

فجعل الله الایمان ، تطهیرا لکم من الشرک ، والصلاة : تنزیها لکم عن الکبر ، و الزکاة ، تزکیة للنفس ، و نماء فی الرزق ، والصیام ، تثبیتا للاخلاص ، و الحج ، تشییدا للدین ، و العدل ، تنسیقا للقلوب ، و طاعتنا ، نظاما للملة ، و امامتنا ، امانا للفرقة ، و الجهاد ، عزا للاسلام ، و الصبر ، معونة على استیجاب الاجر ، والامر بالمعروف ، مصلحة للعامة ، و بر الوالدین ، وقایة من السخط ، و صلة الارحام ، منساه [ أی مؤخرة ] فی العمر و منماة للعدد ، و القصاص ، حقنا للدماء ، و الوفاء بالنذر ، تعریضا للمغفرة ، و توفیة المکائیل و الموازین ، تغییرا للبخس ، و النهی عن شرب الخمر ، تنزیها عن الرجس ، و اجتناب القذف، حجابا عن اللعنة ، و ترک السرقة ، ایجابا بالعفة ، و حرم الله الشرک ، اخلاصا له بالربوبیة ، فاتقوا الله حق تقاته ، و لا تموتن الا و أنتم مسلمون ، و اطیعوا الله فیما أمرکم به و نهاکم عنه ، فانه انما یخشى الله من عباده العلماء ) .

ثمّ قالت : ( أیها الناس اعلموا ، انی فاطمة ، و أبی محمد ( صلى الله علیه وآله ) اقول عودا وبدوا ، و لا اقول ما اقول غلظا ، و لا افعل ما افعل شططا [ الشَطَط : هو البعد عن الحق و مجاوزة الحد فی کل شیء ] لقد جاؤکم رسول من انفسکم عزیز علیه ما عنتم [ عنتم : انکرتم و جحدتم ] حریص علیکم بالمؤمنین روؤف رحیم .

 

فان تعزوه و تعرفوه ، تجدوه أبی دون نسائکم ، و اخا ابن عمی دون رجالکم ، و لنعم المعزى الیه ( صلى الله علیه وآله ) ، فبلّغ الرسالة ، صادعا [ الصدع هو الاظهار ] بالنِذارة [ الانذار : و هو الاعلام على وجه التخویف ] مائلا عن مدرجة [ هی المذهب و المسلک ] المشرکین ، ضاربا ثبجهم [ الثَبَج : وسط الشیء و معظمه ] آخذا باکظامهم [ الکَظَم : مخرج النفس من الحلق ] داعیا إلى سبیل ربه بالحکمة و الموعظة الحسنة ، یجف الاصنام [ فی بعض النسخ ( یکسر الاصنام ) و فی بعضها ( یجذ ) أی یکسر ] و ینکث الهام ، حتى انهزم الجمع و ولوا الدبر ، حتى تفرى اللیل عن صبحه [ أی انشق حتى ظهر وجه الصباح ] و اسفر الحق عن محضه ، و نطق زعیم الدین ، و خرست شقاشق الشیاطین [ الشقاشق : جمع شِقشقة و هی : شیء کالربة یخرجها البعیر من فیه اذا هاج ] و طاح [ أی هلک ] و شظ [ الوشیظ : السفلة و الرذل من الناس ] النفاق ، و انحلت عقد الکفر وا لشقاق ، وفهتم بکلمة الاخلاص [ أی کلمة التوحید ] فی نفر من البیض الخماص [ المراد بهم اهل البیت علیهم السلام ] ، و کنتم على شفا حفرة من النار ، مذقة الشارب [ أی شربته ] و نُهزة [ أی الفرصة ] الطامع ، و قبسة العجلان [ مثل فی الاستعجال ] و موطئ الاقدام [ مثل مشهور فی المغلوبیة والمذلة ] تشربون الطَرق [ ماء السماء الذی تبول به الابل وتبعر ] و تقتاتون القِدّ [ سیر بقد من جلد غیر مدبوغ ] اذلة خاسئین ، تخافون أن یتخطفکم الناس من حولکم ، فانقذکم الله تبارک و تعالى بمحمد ( صلى الله علیه وآله ) ، بعد اللتیا و التی ، و بعد أن منی ببهم الرجال [ أی شجعانهم ] و ذؤبان العرب ، و مردة اهل الکتاب ، کلما اوقدوا نارا للحرب اطفأها الله ، ان نجم [ أی ظهر ] قرى الشیطان [ أی امته وتابعوه ] او فغرت فاغرة من المشرکین [ أی الطائفة منهم ] ، قذف أخاه فی لهَوَاتها [ اللهوات ، و هی اللحمة فی اقصى شفة الفم ] ، فلا ینکفیء [ أی یرجع ] ، حتى یطأ جناحها باخمصه [ الاخمص مالا یصیب الارض من باطن القدم ] ، و یخمد لهبها بسیفه ، مکدودا فی ذات الله ، مجتهدا فی أمر الله ، قریبا من رسول الله ، سیدا فی أولیاء الله ، مشمرا ناصحا ، مجدا ، کادحا ، لا تأخذه فی الله لومة لائم ، و انتم فی رفاهیة من العیش ، و ادعون [ أی ساکنون ] ، فاکهون [ أی ناعمون ] آمنون ، تتربصون بنا الدوائر [ أی صروف الزمان أی کنتم تنظرون نزول البلایا علینا ] و تتوکفون الاخبار [ أی تتوقعون اخبار المصائب والفتن النازلة بنا ] ، و تنکصون عند النزال ، و تفرون من القتال ، فلما اختار الله لنبیه دار أنبیائه ، و مأوى اصفیائه ، ظهر فیکم حسکة النفاق [ فی بعض النسخ ( حسکیة ) و حسکة النفاق عداوته ] و سمل [ أی صار خلقا ] جلباب الدین [ الجلباب الازار ] و نطق الغاوین ، و نبغ خامل [ أی من خفى ذکره وکان ساقطا لانباهة له ] الاقلین ، و هدر [ الهدیر : تردید البعیر صوته فی حنجرته ] فنیق [ الفحل المکرم من الابل الذی لا یرکب و لا یهان ] المبطلین ، فخطر [ خطر البعیر بذنبه اذا رفعه مرة بعد مرة وضرب به فخذیه ] فی عرصاتکم ، و اطلع الشیطان رأسه من مغرزه [ أی مایخفى فیه تشبیها له بالقنفذ ، فانه یطلع رأسه بعد زوال الخوف ] هاتفا بکم [ أی حملکم على الغضب فوجدکم مغضبین لغضبه ] فألفاکم لدعوته مستجیبین ، و للعزة فیه ملاحظین ، ثم استنهضکم فوجدکم خفافا ، و احشمکم فألفا غضابا ، فوسمتم [ الوسم اثر الکی ] غیر ابلکم و وردتم [ الورود : حضور الماء للشرب ] غیر مشربکم ، هذا و العهد قریب و الکُلم [ أی الجرح ] رُحیب [ أی السعة ] و الجرح لما یندمل [ أی لم یصلح بعد ] و الرسول لما یقبر ، ابتدارا زعمتم خوف الفتنة ، ألا فی الفتنة سقطوا ، و ان جهنم لمحیطة بالکافرین ، فهیهات منکم ، و کیف بکم ، و انى تؤفکون ، و کتاب الله بین اظهرکم ، اموره ظاهرة ، و احکامه زاهرة ، و اعلامه باهرة ، و زواجره لایحة ، و أوامره واضحة ، و قد خلفتموه وراء ظهورکم ، أرغبة عنه تریدون ؟ ، ام بغیره تحکمون ؟ ، بئس للظالمین بدلا ، و من یبتغ غیر الاسلام دینا فلن یقبل منه و هو فی الاخرة من الخاسرین .

ثم لم تلبثوا الا ریث ، أن تسکن نفرتها [ نفرت الدابة جزعت وتباعدت ] و یسلس [ أی یسهل ] قیادها ، ثم اخذتم تورون و قدتها [ أی لهبها ] وتهیجون جمرتها ، و تستجیبون لهتاف الشیطان الغوی ، و اطفاء انوار الدین الجلی ، و اهمال سنن النبی الصفی ، تشربون حسوا [ الحسو : هو الشرب شیئا فشیئا ] فی ارتغاء [ الارتغاء : هو شرب الرغوة ، و هی اللبن المشوب بالماء ، و حسوا فی ارتغاء : مثل یضرب لمن یظهر ، و یرید غیره ] ، و تمشون لاهله و ولده فی الخَمرة [ الخمر : ماواراک من شجر و غیره ] ، و الضَراء [ أی الشجر الملتف بالوادی ] و یصیر منکم على مثل حز [ أی القطع ] المدى ، و وخز السنان فی الحشاء ، و انتم الان تزعمون ، أن لا إرث لنا ، افحکم الجاهلیة تبغون و من احسن من الله حکما لقوم یوقنون ؟ ، أفلا تعلمون ؟ ، بلى قد تجلى لکم کالشمس الضاحیة : أنی ابنته .

ایها المسلمون أغلب على ارثی ؟، یابن أبی قحافة أفی کتاب الله ترث أباک ، و لا ارث أبی ؟ ، لقد جئت شیئا فریا ! ، أفعلى عمد ترکتم کتاب الله ، و نبذتموه وراء ظهورکم ؟ ، اذ یقول : ( وورث سلیمان داود ) ، [ النمل : 16 ] ، و قال فیما اقتص من خبر یحیى بن زکریا اذ قال : ( فهب لی من لدنک ولیا ، یرثنی و یرث من آل یعقوب ) ، [ مریم : 6 ] ، و قال : ( و اولوا الارحام بعضهم اولى ببعض فی کتاب الله ) ، [ الانفال : 75 ] ، و قال : ( یوصیکم الله فی اولادکم للذکر مثل حظ الانثیین ) ، [ النساء : 11 ] ، و قال : ( إن ترک خیرا الوصیة للوالدین و الاقربین بالمعروف حقا على المتقین ) ، [ البقرة :180 ] ، و زعمتم : ان لا حظوة [ أی المکانة ] لی و لا ارث من أبی ، و لا رحم بیننا ، افخصکم الله بآیة اخرج أبی منها ؟ ، ام هل تقولون : أن اهل ملتین لا یتوارثان ؟ ، أو لست انا و أبی من اهل ملة واحدة ؟ ، أم انتم أعلم بخصوص القرآن من أبی و ابن عمی ؟ ، فدونکها مخطومة [ من الخِطام، و هو : کل مایدخل فی انف البعیر لیقاد به ] ، مرحولة [ الرَحل : هو للناقة کالسراج للفرس ] تلقاک یوم حشرک ، فنعم الحکم و الزعیم محمد ، و الموعد القیامة ، و عند الساعة یخسر المبطلون ، و لا ینفعکم اذ تندمون ، و لکل نبأ مستقر ، و سوف تعلمون من یأتیه عذاب یخزیه ، و یحل علیه عذاب مقیم ) .

ثمّ رمت بطرفها نحو الانصار فقالت : ( یامعشر النقیبة [ أی الفتیة ] و اعضاد الملة و حضنة الاسلام ، ماهذه الغَمیزَة [ أی ضعفة فی العمل ] فی حقی و السِنة [ النوم الخفیف ] عن ظلامتی ؟ ، أما کان رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) أبی یقول : ( المرء یحفظ فی ولده ) ؟ ، سرعان ما أحدثتم ، و عجلان ذا إهالة [ أی الدسم ] و لکم طاقة بما احاول ، و قوة على ما اطلب و أزاول ، أتقولون مات محمد ( صلى الله علیه وآله ) ؟ فخطب جلیل ، استوسع وهنه [ وهنة الوهن : الخرق ] ، و استنهر [ أی اتسع ] فتقه و انفتق رتقه ، و اظلمت الارض لغیبته ، و کسف الشمس و القمر ، و انتثرت النجوم لمصیبته ، و اکدت [ أی قل خیرها ] الآمال ، و خشعت الجبال ، و أضیع الحریم ، و أزیلت الحرمة عند مماته ، فتلک و الله النازلة الکبرى ، و المصیبة العظمى ، لا مثلها نازلة ، و لا بائقة [ أی داهیة ] عاجلة ، اعلن بها کتاب الله جل ثناؤه ، فی افنیتکم ، و فی ممساکم ، و مصبحکم ، یهتف فی افنیتکم هنافا ، و صراخا ، و تلاوة ، و الحانا ، و لقبله ما حل بأنبیاء الله و رسله ، حکم فصل ، و قضاء حتم : ( و ما محمد الا رسول ، قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على اعقابکم ، و من ینقلب على عقبیه ، فلن یضر الله شیئا ، و سیجزی الله الشاکرین ) ، [ آل عمران : 144 ] .

( أیّها بنی قیلة [ قبیلتا الانصار : الاوس و الخزرج ] أهضم تراث أبی ؟ ، و انتم بمرئ منی و مسمع ، و منتدى [ أی المجلس ] و مجمع ، تلبسکم الدعوة ، و تشملکم الخبرة ، و انتم ذوو العد و العدة ، و الاداة و القوة ، و عندکم السلاح و الجُنة [ ما استترت به من السلاح ] توافیکم الدعوة فلا تجیبون ، و تأتیکم الصرخة فلا تغیثون ، و انتم موصوفون بالکفاح ، معروفون بالخیر و الصلاح ، و النخبة التی انتخبت ، و الخیرة التی اختیرت لنا اهل البیت ، قاتلتم العرب ، و تحملتم الکد و التعب ، و ناطحتم الامم ، و کافحتم البهم ، لا نبرح [ أی لا نزال ] او تبرحون ، نأمرکم فتأتمرون ، حتى اذا دارت بنا رحى الاسلام ، و در حلب الایام ، و خضعت ثغرة الشرک ، و سکنت فورة الافک ، و خمدت نیران الکفر ، و هدأت دعوة الهرج ، و استوسق [ أی اجتمع ] نظام الدین ، فأنى حزتم بعد البیان ؟ ، و اسررتم بعد الاعلان ؟ ، و نکصتم بعد الاقدام ؟، و اشرکتم بعد الایمان ؟ ، بؤسا لقوم نکثوا ایمانهم من بعد عهدهم ، وهموا باخراج الرسول ، و هم بدؤکم اول مرة ، اتخشونهم فالله احق ان تخشوه ، ان کنتم مؤمنین .

ألا و قد أرى أن قد اخلدتم [ أی ملتم ] إلى الخفض [ أی السعة والخصب واللین ] ، و ابعدتم من هو احق بالبسط و القبض ، و خلوتم بالدعة [ الدعة : الراحة و السکون ] ، و نجوتم بالضیق من السعة ، فمججتم ماوعیتم ، و دسغتم [ الدسغ : الفیء ] الذی تسوغتم [ تسوغ الشراب شربه بسهولة ] ، فان تکفروا انتم و من فی الارض جمیعا ، فان الله لغنی حمید .

ألا و قد قلت ما قلت هذا على معرفة منی بالجذلة [ الجذلة : ترک النصر ] التی خامرتکم [ أی خالطتکم ] و الغدرة ، التی استشعرتها قلوبکم ، ولکنها فیضة النفس ، و نفثة الغیظ ، و خور [ أی الضعف ] القناة [ أی الرمح ، و المراد من ضعف القناة هنا ضعف النفس عن الصبر على الشدة ] و بثة الصدر ، و تقدمة الحجة ، فدونکموها فاحتقبوها [ أی احملوها على ظهورکم و دبر البعیر اصابته الدَبَرَة ، و هی جراحة تحدث من الرحل ] دبرة الظهر ، نقبة [ نقب خف البعیر رق و تثقب ] الخف ، باقیة العار ، موسومة بغضب الجبار ، و شنار الابد ، موصولة بنار الله الموقدة ، التی تطلع على الافئدة ، فبعین الله ما تفعلون ، و سیعلم الذین ظلموا أی مقلب ینقلبون ، و أنا ابنة نذیر لکم بین یدی عذاب شدید ، فاعلموا أنا عاملون ، و انتظر أنا منتظرون ) .

فاجابها أبو بکر عبد الله بن عثمان ، و قال : یا بنت رسول الله ، لقد کان ابوک بالمؤمنین عطوفا کریما ، روؤفا رحیما ، و على الکافرین عذابا الیما ، و عقابا عظیما ، ان عزوناه وجدناه اباک دون النساء ، و اخا إلفک دون الاخلاء [ الالف : هو الالیف بمعنى المألوف و المراد به هنا الزوج لانه إلف الزوجة ، و فی بعض النسخ : ابن عمک ] آثر على کل حمیم ، و ساعده فی کل امر جسیم ، لا یحبکم الا سعید ، و لا یبغضکم الا شقی بعید ، فأنتم عترة رسول الله ، و الطیبون الخیرة المنتجبون ، على الخیر ادلتنا ، إلى الجنة مسالکنا ، و أنت یا خیرة النساء ، و أبنة خیر الانبیاء ، صادقة فی قولک ، سابقة فی وفور عقلک ، غیر مردودة عن حقک ، و لا مصدودة عن صدقک ، و الله ماعدوت رأی رسول الله ، و لا عملت الا بإذنه ، و الرائد لا یکذب أهله ، و انی اشهد الله وکفى به شهیدا ، أنی سمعت رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) یقول : ( نحن معاشر الانبیاء ، لا نورث ذهبا و لا فضة ، و لا دارا ولا عقار ، و إنما نورث الکتاب و الحکمة ، والعلم و النبوة ، و ما کان لنا من طعمة ، فلولی الامر بعدنا ، ان یحکم فیه بحکمه ) ، و قد جعلنا ماحولته فی الکراع و السلاح ، یقاتل بها المسلمون ، و یجاهدون الکفار ، و یجالدون المردة الفجار ، و ذلک باجماع من المسلمین ، لم انفرد به وحدی ، و لم استبد بما کان الرأی عندی ، و هذه حالی و مالی ، هی لک و بین یدیک ، لاتزوى عنک ، و لا ندخر دونک ، و انک وانت سیدة امة أبیک ، و الشجرة الطیبة لبنیک ، لا ندفع مالک من فضلک ، و لا یوضع فی فرعک و اصلک ، حکمک نافذ فیما ملکت یدای ، فهل ترین ان اخالف فی ذلک أباک ( صلى الله علیه و آله ) ؟

فقالت ( علیها السلام ) : ( سبحان الله ما کان أبی رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) عن کتاب الله صادفا [ أی معرضا ] ، ولا لاحکامه مخالفا ! ، بل کان یتبع اثره ، و یقفو سوره ، أفتجمعون إلى الغدر اعتلالا علیه بالزور ، و هذا بعد وفاته شبیه بما بغى له من الغوائل [ أی المهالک ] فی حیاته ، هذا کتاب الله حکما عدلا ، و ناطقا فصلا ، یقول : ( یرثنی و یرث من آل یعقوب ) ، [ مریم : 6 ] ، و یقول : ( و ورث سلیمان داود ) ، [ النمل : 16 ] ،و بین عزوجل فیما وزع من الاقساط ، و شرع من الفرائض و المیراث ، و اباح من حظ الذکران و الاناث ، ما ازاح به علة المبطلین ، و أزال التظنی و الشبهات فی الغابرین ، کلا بل سولت لکم انفسکم أمرا ، فصبر جمیل ، و الله المستعان على ما تصفون ) .

فقال ابو بکر : صدق الله و رسوله ، و صدقت ابنته ، أنت معدن الحکمة ، و موطن الهدى و الرحمة ، و رکن الدین ، و عین الحجة ، لا ابعد صوابک ، و لا انکر خطابک ، هؤلاء المسلمون بینی و بینک ، قلدونی ما تقلدت ، و باتفاق منهم أخذت ما أخذت ، غیر مکابر و لا مستبد ، و لا مستأثر ، و هم بذلک شهود .

فالتفتت فاطمة ( علیها السلام ) إلى الناس ، و قالت : ( معاشر المسلمین المسرعة إلى قیل الباطل [ فی بعض النسخ : قبول الباطل ] المغضیة على الفعل القبیح الخاسر ، افلا تتدبرون القرآن ؟ ، أم على قلوب أقفالها ؟ ، کلا بل ران على قلوبکم ما اسأتم من اعمالکم ، فأخذ بسمعکم و ابصارکم ، ولبئس ما تأولتم ، و ساء ما به أشرتم ، و شر ما منه اغتصبتم ، لتجدن و الله محمله ثقیلا ، و غبه وبیلا ، اذا کشف لکم الغطاء ، و بان باورائه الضراء ، و بدا لکم من ربکم ما لم تکونوا تحتسبون ، و خسر هنالک المبطلون ) .

ثمّ عطفت على قبر النبی ( صلى الله علیه وآله ) ، و قالت :

 

قد کان بعدک انباء وهنبثة
 لو کنت شاهدها لم تکثر الخطب
انا فقدناک فقد الارض وابلها
واختل قومک فاشهدهم ولا تغب
وکل اهل له قربى ومنزلة
عند الاله على الادنین مقترب
ابدت رجال لنا نجوى صدورهم
 لما مضیت وحالت دونک الترب
تجهمتنا رحال واستخف بنا
 لما فقدت وکل الارض مغتصب
وکنت بدرا و نورا یستضاء به
علیک ینزل من ذی العزة الکتب
وکان جبریل بالآیات یؤنسنا
 فقد فقدت وکل الخیر محتجب
فلیت قبلک کان الموت صادفنا
لما مضیت وحالت دونک الکثب

 

ثمّ انکفئت ( علیها السلام ) ، و أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) یتوقع رجوعها الیه ، و یتطلع طلوعها علیه ، فلما استقرت بها الدار ، قالت : لأمیر المؤمنین ( علیه السلام ) : ( یابن أبی طالب ، اشتملت شملة الجنین ، و قعدت حجرة الظنین ، نقضت قادمة ، [ قوادم الطیر : مقادم ریشه وهی عشرة ] الاجدل [ أی الصقر ] فخانک ریش الاعزل [ العزل من الطیر : ما لا یقدر على الطیران ] ، هذا ابن ابی قحافة یبتزنی [ أی یسلبنی ] نحلة أبی وبغلة [ البغلة ما یتبلغ به من العیش ] ابنی ! لقد اجهد [ فی بعض النسخ : اجهر ] فی خصامی ، و الفیته [ أی وجدته ] الد [ الالد : شدید الخصومة ] فی کلامی ، حتى حبستنی قیلة نصرها و المهاجرة وصلها ، و غضت الجماعة دونی طرفها ، فلا دافع و لا مانع ، خرجت کاظمة ، و عدت راغمة ، اضرعت [ ضرع : خضع وذل ] خدک یوم اضعت حدک إفترست الذئاب ، و افترشت التراب ، ما کففت قائلا ، و لا اغنیت طائلا [ أی ما فعلت شیئا نافعا ، وفی بعض النسخ : و لا اغیت باطلا : أی کففته ] و لا خیار لی ، لیتنی مت قبل هنیئتی ، و دون ذلتی عذیری [ العذیر بمعنى العاذر أی : الله قابل عذری ] الله منه عادیا [ أی متجاوزا ] و منک حامیا ، و یلای فی کل شارق ! ویلای فی کل غارب ! مات العمد ، و وهن [ الوهن : الضعف فی العمل او الامر او البدن ] العضد ، شکوای إلى أبی ! وعدوای [ العدوى : طلبک إلى وال لینتقم لک من عدوک ] إلى ربی ! اللهم انک اشد منهم قوة و حولا ، و اشد بأسا و تنکیلا ) .

فقال أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) : ( لا ویل لک بل الویل لشانئک [ الشانیء : المبغض ] ، ثم نهنهی عن وجدک [ أی کفی عن حزنک و خففی من غضبک ] یاابنة الصفوة ، و بقیة النبوة ، فما ونیت [ أی ماکللت ولا ضعفت ولا عییت ] عن دینی ، و لا اخطأت مقدوری [ أی ما ترکت ما دخل تحت قدرتی أی لست قادرا على الانتصاف لک لما اوصانی به الرسول ] ، فان کنت تریدین البلغة ، فرزقک مضمون ، و کفیلک مأمون ، و ما اعد لک اضل مما قطع عنک ، فاحتسبی الله ) .

فقالت : ( حسبی الله ) ، و امسکت .

نظرات  (۰)

هیچ نظری هنوز ثبت نشده است

ارسال نظر

ارسال نظر آزاد است، اما اگر قبلا در بیان ثبت نام کرده اید می توانید ابتدا وارد شوید.
شما میتوانید از این تگهای html استفاده کنید:
<b> یا <strong>، <em> یا <i>، <u>، <strike> یا <s>، <sup>، <sub>، <blockquote>، <code>، <pre>، <hr>، <br>، <p>، <a href="" title="">، <span style="">، <div align="">
تجدید کد امنیتی

خـــانه | درباره مــــا | سرآغاز | لـــوگوهای ما | تمـــاس با من

خواهشمندیم در صورت داشتن وب سایت یا وبلاگ به وب سایت "بهشت ارغوان" قربة الی الله لینک دهید.

کپی کردن از مطالب بهشت ارغوان آزاد است. ان شاء الله لبخند حضرت زهرا نصیب همگیمون

مـــــــــــادر خیلی دوستت دارم